تحذير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله كل خير

تتمة ما ذكر في كتاب الشيخ الفاضل من أخطاء وبدع انتشرت بين المسلمين والتي منها :



*قول القائل : (ربنا موجود)




وهي عبارة خاطئة يقولها بعض الناس وهم لا يفهمون معناها فما مخلوق في الكون كله الا وله خالق.... فالله هو الخالق وكل مافي الكون مخلوق.

وما من موجود الا وله واجد فالله عز وجل هو الواجد وكل مافي الكون موجود .

**لذلك لايصح أن نقول هذه العبارة على سبيل الاسم أو الصفة ،أما على سبيل اثبات حقيقة الوجود فيجوز أن نقول ذلك لبيان أنه ليس بعدم.



قول القائل : ((ماشاء الله وشئت)) ((توكلت على الله وعليك)) ((لولا الله وفلان)) (0أنا بالله وبك))((مالي الا الله وأنت)).



هذا لا يجوز لأن فيه شرك لفظي وكأن القائل يقصد بقوله أن يساوي العبد بالله _جل وعلا_

والصواب أن يقول ماشاء الله ثم شئت ،أو أنا بالله ثم بك ، أي يجب عطف مشيئة العبد على مشيئة الرب بـ ((ثم)) وهذا هو الصواب لأن مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد ومشيئة العبد

مترتبة على مشيئة الله فلا يكون الا ماشاء الله.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال :

جاء رجل الى رسول الله صلى اله عليه وسلم فراجعه في بعض الكلام فقال : ماشاء الله وشئت ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أجعلتني لله عدلا لا بل ماشاء الله وحده)).



*قول القائل : ((شاءت الظروف )) ((وشاءت الأقدار))



هذه اللفظة منكرة ولا تجوز لأن الظروف والأقدار لا مشيئة لهما وانما الذي يشاء هو الله عز وجل.



* قول القائل عند الاخبار بموت أحد : ((ربنا افتكره))



لا تجوز هذه العبارة في حق الله تعالى لانها تفوح منها رائحة النقص الى الله وهو النسيان .. وصفات النقص لا تجوز في حق الله تعالى . والله تعالى لا ينسى أبدا .

وقال تعالى : ((وماكان ربك نسيا)) مريم 64



* قول القائل عند المرض : ((افتكار ربنا رحمة))



احيانا تذهب لزيارة مريض فتقول له كيف حالك يا أخي ؟

فيقول وهو في غاية التسخط على اقدار الله ... الحمد لله افتكار ربنا رحمة !!!

وهذا الكلام ليس فيه أدب مع الله ... بل واعتقاد لا يليق بجلاله وعظمته _ سبحانه وتعالى_

أيها الأخ الحبيب : وهل نسيك الله _جل وعلا _حتى يكون افتكاره لك رحمة ؟!



* قول القائل : ((فلان لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل )):



هذا اعتقاد خاطئ وقول منكر.. مفاده أن الله _عز وجل _ تحوله الحوائل وأن المخلوق يستطيع أن يمنع شيئا من رحمة الله لعباده .. فأي مخلوق هذا الذي يستطيع أن يمنع نزول

رحمة الله _سبحانه وتعالى _.

قال الله تعالى : ((مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل من بعده وهو العزيز الحكيم )) فاطر "2"



قول القائل : ((لا سمح الله))



قال ابن عثيمين أكره أن يقول القائل : لا سمح الله لأنها ربما توهم أن أحدا يجبر الله على شئ فيقول ((لا سمح الله)) والله عز وجل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((لا مكره له))

وقال ايضا :

(( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي ان شئت , اللهم ارحمني ان شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له ، ولا يتعاظمه شئ أعطاه)).


والأولى أن يقول : ((لا قدّر الله)) بدلا من قوله : ((لا سمح الله )) لانه ابعد عن توهم ما لا يجوز في الله تعالى.

وعبارة (( لاقدّر الله)) معناها الدعاء بأن الله لا يقدر ذلك ، والدعاء بأن الله لا يقدر هذا جائز وكأنه القائل يسأل الله أن لا يقدر الأمر.



* قول القائل في الدعاء: (( ان شاء الله ))



لا ينبغي للانسان اذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول : ((ان شاء الله )) في دعائه بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له وقد قال سبحانه وتعالى :

((ادعوني أستجب لكم)) غافر"60" فوعد بالاستجابة ، وحينئذ لا حاجة الى أن يقال إن شاء الله لأن الله اذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته أو بأن يرد عنه شرا أو أن يدخرها

له يوم القيامة .

وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني ان شئت ، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له)).




الى اللقاء في الحلقة القادمة

جزاكى الله كل خير